حقوق المرأة في المجتمع العربي

 



حقوق المرأة هي من حقوق الإنسان، تهدف إلى المساواة بين الجنسين و الحرية و العمل العادل، و أن تكون جزءًا فعّالا في المجتمع لها الحق بالتصويت و الانتخاب و العمل ، مبتعدة عن الصورة النمطية التي يصورها المجتمع لها.

   ولِأنَ المرأة لَبِنة أساسية في هذا المجتمع ، فطرحُ موضوعنا يتخذّ ثلاث فئات على النحو التالي: 


أولًا: المرأة في الجانب الثقافي و الاجتماعي



بدايةً، التصور الاجتماعي للمرأة هي النظرة العامة التي تسكن في مخيلة الناس لها ، فالمرأة يُنظر إليها بصورة الانثى والصغيرة والحبيب والأخت والزوجة ،و في كل هذه الحالات يتراءى لنا أنه يجب أن للمرأة  اتباع الرجل والخنوع والخضوع له ، بل تكون بعض النساء مؤمنة بذلك و مدافعة لسلطته و هيمنته! 

وعلى الرغم  من جهود بعض الدول العربية في ضمّ المرأة إلى الجوانب الاجتماعية المختلفة، إلا أنّ ذلك لم يكن بالقريب أو المتساوي لما هو في الدول المتقدمة من مثل أوروبا وغيرها. 

و صرّح الاتحاد البرلماني الدولي " بسبب معدل مشاركة المرأة المحدود في الدول العربية من حيث صنع القرار يجعل تقدمها أبطأ." 


ثانيًا: نظرة المجتمع العربي للمرأة :



 نظرة الرجل للمرأة تقتصر بالتعلّق بجمالها وقوامها  أما بالنسبة لهم، فيتم تحديد دورها الاجتماعي بناء على شروط معينة ، فالمرأة المثالية بالنسبة لهم هي الملازمة لمنزلها ، ولا تخرجْ لتفرّغ بشؤونها الخاصة، فوجودها مقتصر على تحضير الطعام ،التنظيف و تربية الأطفال ، وهي بكل أسف، تتقبل بالتقسيم الاجتماعي الغير عادل للعمل بين الجنسين . 

 و يفضلها الرجل أن لا يكون لها رأي أو دور في المجتمع و أن تعترف بسلطته عليها . فالمرأة المثالية هي المطيعة الساكنة الخاضعة ،ذات الصوت المنخفض و دون رأي شخصي . 

ويُطلب منها تغطية القاع للرأس دون أمر الرجال بغض البصر عنهن، ولو ارتدين ثياب الأرض كُلِّها! ولا أحد يلوم الجنس الآخر . و يجب عليها أن تنضبط بالقواعد و الأعراف و العادات و التقاليد التي تركز في الدرجة الأولى على الشكل الخارجي .

أما نظرة المرأة للمرأة فهي مرآة تعكس نظرة الرجال و رغبتهن في أن تكون لديهن نظرة المرأة المثالية للرجال. فمنهن من ينتقصن حقهن دون أن يعلمن بذلك ، فالهيمنة الذكورية انتشرت في المجتمع و اختبأت وراء الثقافة و التاريخ .

 كان ينظر قديما و إلى الآن أن كل ما هو ثقافي يكون حصرًا للرجل و كل ما هو طبيعي يكون للمرأة ،  فالرجل له الأحقيّة المطلقة  أن يتحدث عن السياسة و الشؤون العامة ، أما المرأة ؟ فلها أمور الطبخ و التربية.

 ومن الأمثلة الواقعية لذلك : تحتوي الدولة الأردنية على مؤسسات الزواج إلا أنها تقوم على توزيع الأدوار بالشكل التقليدي المهيمن ،  حيث أنه بغض النظر عن مستوى المرأة الاجتماعي من مناصب عالية أو شهادات علمية عالية خارج المنزل إلا أن دورها الأساسي هو في المنزل باعتبارها هي التي تنجب و ترضع الأطفال فعليها البقاء في المنزل، و البعض يلجأ إلى مقولات دينية من الشريعة الاسلامية حول أن مكان المرأة هو المنزل و لزومها فيه وهم لا يفقهون بالدين شيئًا .


   عمل المرأة: 


 البعض يعتقد بأن أفضل الأعمال للنساء هو التعليم لاعتبارها أقل الأعمال التي تبعدها عن دورها كأم و أنه يقل الاختلاط بينها و بين الرجال في مدارس الفتيات.

و هذا يدلّ  على أنه خروج المرأة للعمل يُتحكم به من قبل المجتمع .

هنالك ثلاثة آراء في المجتمع العربي حول عمل المرأة وهي كالتالي : 

أولًا:

هناك من يقول أن دور المرأة الرئيسي يكون في المنزل و أنه لا يجب عليها العمل ، هذه الفئة تكون غالبيتها من الرجال غير المتعلمين أو المتشددين.

ثانيًا:

هم من لا يمانعون بعمل المرأة بشرط أن لا تقصر في  الأعمال المنزلية و أن تعمل بمهن معينة كالتعليم أو الصحة.

ثالثًا:

هي الفئة المستنيرة القليلة ثلة في المجتمع العربي ، التي تقبل بعمل المرأة بأي مهنة ترغبها و هذه الفئة غالبا ما تكون الفئة المؤيدة من النساء ذواتي الطبقة المتوسطة و العالية . 


 تؤكد منظمة حقوق الإنسان على المساواة بين الرجل و المرأة في تولي الوظائف العامة ،وظائف الإدارة العليا و دعم عمل المرأة ،و يتم الترقية بناء على الكفاءة و الخبرة و تكافؤ الفرص وليس على أساس الجنس ، بالإضافة إلى المساواة في الأجور لكل عمل متساوي بينهما.

 وعلى كل الدول العربية أن تَسُنّ أحكام و تشريعات تساعد على عمل المرأة و المساواة بينها و بين الرجل في العديد من النواحي. وعند رفع نسبة مشاركة المرأة اجتماعيا يؤدي ذلك إلى تطور و تقدم هذه الدول النامية بشكل أسرع ، فالمرأة نصف المجتمع وتقدّم النصف يقود إلى أجيال متصورة كما كان الحال في العصور الأندلسية، العصور الذهبية.

تعليقات

المشاركات الشائعة